الكثير منا يقول دعاء إستفتاح الصلاة و قد يتجادل الكثير منا عن صحة ذلك الدعاء من تِلك. كما نعلم باهمية الصلاة فعن الرسول صلّ الله عليه و سلم قال: “بينَ الرجلِ وبينَ الشركِ والكفرِ تركُ الصلاةِ” اخرجه مسلم. فلزم علينا الاهتمام بتفاصيل الصلاة من واجبات و سنن و التدقيق و التمحيص لإتباع سنة خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.
ما هو دعاء الاستفتاح؟
في رحلتنا لاتباع سنة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم فنرى خير البدء هو بعماد الدين و “العهد الذي بيننا و بينهم“. مع بداية الصلاة يأتى ذكر موضوعنا دعاء إستفتاح الصلاة فذلك الدعاء الذي ثبت عن النبي بعددٍ من الصيغ الصحيحة سنتناولها لاحقاً. فمتى قال الرسول صلى الله عليه و سلم هذا الدعاء؟
أقرأ أيضا دعاء رمضان
متى يتم قول دعاء استفتاح الصلاة؟
لاحظ الصحابة رضوان الله عليهم سكوت الرسول صلى الله عليه و سلم لبُره من الزمن بعد تكبيرة الإحرام. و ما كان الصحابة يدعون شئ من الدين إلا ليطلبوه فسألوه فأجابهم بالدعاء و اطلق عليه دعاء الاستفتاح لكون اول شئ يقال في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام. هنا وقد عرفنا متى نقول الدعاء، يبقى السؤال الرئيس ماذا نقول في دعاء إستفتاح الصلاة!؟
ما هى الصيغ الواردة عن رسول الله لدعاء إستفتاح الصلاة؟
دعونا نبحر في احاديث سيدنا محمد صل الله عليه و سلم لنُنير بصيرتنا باتباع خير الخلق اجمعين. نسرد احداث الرسول صلى الله عليه وسلم لدعاء إستفتاح الصلاة:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلهمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَة – قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ : هُنَيهة – فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تقُولُ؟ قَالَ : أَقُولُ : اللَّهُم بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللهُم نقِّنِي مِنَ الخَطايَا ، كَمَا يُنَقهى الثوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدنَسِ ، اللهُم اغْسِل خَطَايَايَ بِالْمَاءِ ، وَالثلْج ، وَ البَرَدِ” رواه البخاري (744) ، ومسلم (598).
- عن عائشة رضي الله عنها قالت : ” كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصلََاةَ ، قَالَ : سُبْحَانَكَ اللهُم وَبحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ” رواه أبوداود (776) ، والترمذي (243) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في “صحيح الجامع”.
- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت ، بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلَاته إذا قام من الليل قالت : كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ الليْل افْتَتَحَ صَلََاتَهُ :”اللهُم رَب جَبْرَائِيل ، وَمِيكَائِيل ، وَإِسْرَافِيل ، فَاطِرَ السمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنكَ تهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”. رواه مسلم (770).
- عن عاصم بن حُمَيْد ، قال : سألت عائشة رضي الله عنها : بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام اللي ؟
قالت : “لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحد قَبْلَكَ ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ يُكَبِّرُ عَشْرا ، وَيَحْمَدُ عَشْرا ، وَيُسَبِّحُ عَشْرا ، وَيُهَلِّلُ عَشْرا ، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرا ، وَيَقُولُ : اللههُم اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي وَعَافنِي ، أَعُوذُ بِالِلِه مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”. رواه النسائي (1617) ، و صححة الشيخ الألباني رحمه الله في “صحيح سنن النسائي”.
ما هو حكم قول دعاء إستفتاح الصلاة؟
ذكرنا من صيغ دعاء إستفتاح الصلاة عن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم. قد يرى بعضنا عند مطالعة تلك الأحاديث أن دعاء إستفتاح الصلاة واجب بكل صلاة و عدم قوله بأول الصلاة يبطلها فتكون غير صحيحه. فهل هذا الرأي صحيح!؟
ننقل هنا قول الامام إبن باز في حكم قول دعاء إستفتاح الصلاة. فجوابه عند السؤال في ذك الشأن هو:
الاستفتاح سنة مستحب، ولو صلى ولم يستفتح صلاته صحيحة عند جميع العلماء، الاستفتاح سنة مستحبة، كان النبي ﷺ يستفتح في الصلوات.
والحاصل: أنه إذا استفتح بشيء مما صح عن النبي ﷺ قبل القراءة فهو مستحب وسنة، ولو ترك ذلك فلا حرج عليه، فصلاته صحيحة.
التنبيهات : تربية الأبناء الصحيحة